المرأة صورة .. لا وجود لها !!
تتكون النفس من عدة أجزاء ، هذه الأجزاء ثلاثة رئيسية ، وثلاثة فرعية ، أما الثلاثة الرئيسية فهي ( النفس المطمئنة ، النفس اللوامة ، النفس الآمرة بالسوء ) ، وسميت بالأنفس رغم أنها أجزاء لنفس واحدة ، لأن كلا منها يستطيع بقدرة الله أن يعيش مستقلا عن الاثنين الآخرين في جسد مستقل ، لأن الجزء من النفس يمتلك مقومات الكل ، إذاً "الحياة" ، فيوجد إنسان يحيي بنفسه الآمرة بالسوء طيلة حياته ، مع غياب نفسه المطمئنة واللوامة .والعكس في رجل يحيي بنفسه اللوامة أو نفسه المطمئنة .
أما الثلاثة الفرعية ، فهي ثلاث نسخ (صور) مكملات للأصل ، أي أن النفس المطمئنة يلازمها صورة مطمئنة تشبهها ، والنفس اللوامة يلازمها صورة لها ، والنفس الآمرة بالسوء يلازمها صورة لها .
وفي كلامنا على النفس ، لن نخوض في موضوع الجسد لأن الكون مخلوق للنفس وليس للجسد .
عندما خلق الله المرأة من الرجل خلقها من جسده ، ولكن هل منحها نفسا مستقلة ؟ تعيش وتموت بها وتبعث وتحاسب بها ؟ أم أن نفسها تجزأت من نفس الرجل ، فأصبحت تابعة له ؟
الواضح أن نفس الرجل التي كانت تنقسم (قبل استخلافه في الأرض) إلى ثلاث أجزاء رئيسية ، تفرقت ، وورث الرجل منها ثلثين والمرأة جزءا واحدا ، ( فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) النساء176، أما مكملات وصور الأنفس الثلاثة الخاصة به فتفرقت أيضا ، وورث الرجل من مكملاته جزءا واحدا وورثت المرأة جزءان ، فأصبح الرجل بذلك يمتلك أصلين وصورة من نفسه ، والمرأة تمتلك صورتين وأصلا واحدا من نفس الرجل . فأصبحت بذلك ناقصة عن الرجل في العقل الذي هو لب النفس ودليلها ، وفي الدين الذي تخدمه النفس وتجله .
وعندما يتعبد الرجل لله يتعبد بجزءين أساسيين ، وصورة من نفسه ، أما المرأة فتتعبد بجزءا واحدا وصورتين من نفس الرجل.
ولكن هل بعد ذلك تكون المرأة غير الرجل والرجل غير المرأة ، رغم أنهما يمتلكان بين أضلعيهما نفسا واحدة تجزأت وافترقت ؟ هذا ما سنجاوب عليه فيما بعد .
أي جزء ورثته المرأة من نفس الرجل ؟ الغالب على النفس هو الذي ورثه الرجل ، والمنشق عن النفس ورثته المرأة .
الكمال لله وحده ولمن عصمه الله - من نبي أو رسول أو ولي - ، والباقي من البشر يخطئ ويصيب ويفعل الحسنات والسيئات ، لكن دائما يكون بداخله شيء غريب ، شيء قلق ، ثائر ، هذا الشيء إما نفسه المطمئنة لو كثر فساد صاحبها ، أو نفسه اللوامة لو كثر لغط وعبث صاحبها أو نفسه الآمرة بالسوء لو كثر صلاح صاحبها ، أي أن الذي يشذ من الأنفس هو عكس ما يكون عليه حال صاحبها . فإذا صلح حال الفرد، استطاعت نفسه المطمئنة أن تراود وتصطحب نفسه اللوامة في عملها ، وعندما يزداد الصلاح أكثر وأكثر ، تحاول نفسه المطمئنة ونفسه اللوامة جاهدتين أن تفعل نفس الشيء مع نفسه الأمارة بالسوء ، وتفشل إلا في حالات قليلة ، فتشذ وتنعزل في الغالب النفس الأمارة بالسوء ولكن لا تكف عن عملها في الغواية .
فأراد الله بصاحبها خيرا ففصلها عن نفسه ، وخلّصه منها ، وخلق لها جسدا (المرأة) ووهبها صور النفس المطمئنة والنفس اللوامة ، ليكتمل الخلق ، برائد وزعيم للنفس وهو "الأصل" (النفس الأمّارة بالسوء) و"صورتين" مكملتين للنفس وهما (النفس المطمئنة والنفس اللوامة ) ، لكن النفس (الأمارة بالسوء) وصور(النفس المطمئنة والنفس اللوامة) جميعهم قد اصطبغوا بعمل صاحبها الأساسي (الصلاح) . مع ذلك أصبحت هذه النفس في حالة يرثى لها ، فهي مطالبة ومأمورة من الله أن تجاهد أصل نفسها بصور نفسها لكي تنجوا من العذاب.
أما الجزءين الأصليين للنفس (المطمئنة واللوامة) فورثهما الرجل وورث معهما ثالثهما (صورة النفس الأمارة بالسوء) لكي يكتمل الخلق .وهذا ما نحسه عند الرجال الصالحين .
والعكس في النفس التي غلب عليها الفساد ، فكان حقا على الله أن يخلص منها (النفس المطمئنة) عسى أن تنجو بصاحبها في الحياة الدنيا ، فبعد أن استطاعت النفس الأمارة بالسوء أن تختلط وتندمج في النفس اللوامة (ولم تستطع أن تروّد وتجذب النفس المطمئنة ) " إلا في حالات الطغاة " فصَلَها الله "النفس المطمئنة" وجعل لها جسدا (المرأة) ووهبها صورتين للنفس اللوامة والنفس الأمارة بالسوء لكي يكتمل الخلق ، ولكن جميعهم قد اصطبغوا بعمل صاحبهم . كما في حال النساء الصالحات .
ويبدوا أن الانفصال للأنفس الثلاث كان لازما على كل واحد عصى الله ولو معصية واحدة .
أي لولا عصياننا ما وجدت النساء ، ونحن في الأصل إنسان ، ليس امرأة ولا رجل . والله تعالى أخبرنا بأن من أزواجنا عدوا لنا ، لأنها أحيانا تكون نفسك، وأحيانا أخرى تكون أمك هي أنت ، أو أختك هي أنت ، أو جارتك هي أنت ، أو صديقتك هي أنت ، ......الخ .
والله سبحانه دبّر ورتب وأبدع حياة لنا ، يبتلي بعضنا ببعض ، ويعذب بعضنا ببعض ، ويتمتع بعضنا ببعض {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21
فمن صلح من الرجال دخل الجنة ، وكان له أجر. وتعود له بقية نفسه (المرأة) ،في حال صلاحها ، لتدخل الجنة معه ،(لأنها اصطبغت بعمل رجلها) ، ويكون لها أجرا ، لكن تعود في صلب الرجل وفي جسده الجديد الكامل ، الذي ينعم به في الجنة بأجرين خالدا أبدا ..
{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }سبأ37
ومن فسد من الرجال يدخل النار في جسده ، وله عذاب . وتنفصل عنه بقية نفسه (المرأة) في حال فسادها لتدخل النار في جسدها ، ويكون لها عذاب ، ويستشعر كل منهما عذاب الآخر {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }ق22 حيث يرى أحدهم بعض نفسه يعذب في النار ، فيكون بمثابة عذابا ضعفا له {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ }الأعراف38