حكومة هشام قنديل تعلن العداء لعمال مصر تعتقل العمال، وتضرب وتسحل العاملات…أما عن الفصل فحدث لا حرج ؟
نشر في 16 سبتمبر 2012
إن العداء للعمال من قبل الحكومة هشام قنديل وتحت رئاسة محمد مرسي، أصبح واضح بلا مواربة، فاليوم كان اليوم الثاني لإضراب عمال هيئة النقل العام والذي بدأه العمال بالأمس مطالبون بتنفيذ اتفاقيات سبق وعقدوها منذ أكثر من ستة أشهر مع الحكومة، كان المفروض بمقتضاها أن يتم نقل تبعية هيئة النقل العام لوزارة النقل، ولكن الحكومة لم تنفذ ما اتفقت عليه، واليوم دخل العمال في مفاوضات مرة آخري ولكنها فشلت بسبب أن هذه الحكومة لا ترغب في تنفيذ مطالب العمال التي كانت من مطالب الثورة الرئيسية، بل علي العكس سلكت الحكومة سلوكاً لم يستطع نظام مبارك سلوكه فقد حاصرت الجراجات المضربة بقوات الأمن المركزي، بل وحولت طارق البحيري، أحد قيادات الإضراب وأحد قيادات النقابة المستقلة والمتحدث الرسمي باسم النقابة للنيابة بتهم: التحريض علي الإضراب، والاعتداء علي حرية العمل، وحبسته للعرض صباح الغد مع التحريات.
وإذا وضعنا ما حدث مع عمال هيئة النقل العام بجوار ما فعله الأمن اليوم أيضاً مع عمال وعاملات التشجير، الذين أتوا كما يأتون منذ سنوات للاعتصام أمام وزارة الزراعة للمطالبة بحقهم في التثبيت وهم الذين يعملون منذ عشرات السنين ويتقاضون إلي الآن أربعون جنيهاً كآجر شهري، وهم يتحملون ذلك ويتحملون أن لا يتقاضون حتي هذا المبلغ الضئيل لأكثر من سنة علي أمل التثبيت، كما طالبوا بزيادة أجورهم، فما كان من رجال الأمن بدلاً من حمايتهم إلا أن هجموا عليهم وفضوا اعتصامهم بالقوة، وسحلوهم، نساء ورجالاً، وألقوا القبض علي 13 منهم لا يعرف زملائهم مكانهم.
في نفس الوقت الذي لم تهتم الحكومة بسائقي الميكروباص في مواقف محافظة القاهرة كلها والذين بدأوا إضراب عن العمل اليوم للمطالبة برفع الجباية الممثلة في الكارتة والتي حكمت المحكمة ببطلانها، والمخالفات التي تصل لعشرة آلاف جنيه رغم عدم وجود الشرطة في الشوارع في العام الماضي، وبالأمس أيضاً أجبر الأمن سائقي شركة تجارة الجملة بقليوب علي فض إضرابهم بالقوة، أما أن يركبوا سياراتهم، أو يركبون البوكس، وكان رئيس الشركة قد قام باتهام 12 منهم بنفس التهم التي وجهت لعمال النقل العام، وبعد التحقيق معهم في نيابة قليوب وأفرج عنهم بكفالة قدرها 200 جنيه لكل عامل، مع التوقيع علي تعهد بفض الاعتصام.
هذا بخلاف حالات الفصل والتشريد والتي بلغت في سنة ونصف فقط أربعة أضعاف من فصل في عهد مبارك خلال خمسة سنوات.
والاتحاد المصري للنقابات المستقلة يدين هذا السلوك الشائن من الحكومة ومسئوليها تجاه عمال مصر، لا لشئ سوي لكونهم يمارسون حقهم في الاضراب والاعتصام السلمي، من أجل حقوق يعترف هؤلاء الوزراء والمسئولين بأنها حقوق مشروعة، ويدين كل محاولات تشويه العمال والتي تتهمهم بعدم الوطنية كما ورد علي لسان رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام، ويطالب الحكومة ورئيس الجمهورية بأن تعمل علي تنفيذ مطالب العمال العادلة، بدلاً من معاداتهم بهذا الشكل السافر، ويطالب كل القوي السياسية وكل المراكز الحقوقية الاسراع بمناصرة عمال مصر الذين يتعرضون للعسف بهم وبحقوقهم التي كانت مستقرة حتي في عهد الديكتاتور مبارك، لأن النظام الحاكم بهذا الشكل يحاول أسكات كل صوت يقف ويطلب حقه ويعارض هذا النظام الذي ما زال يسير علي نهج نظام مبارك، والذي يعسف بالفقراء وفي القلب منهم العمال، من أجل الأغنياء ورجال الأعمال، ونسي القائمين عليه بأن هذه الثورة قامت ليس فقط من أجل المطالبة بالحرية والديمقراطية، بل أنها قامت أيضاً للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وفي القلب منها حقوق العمال والفلاحين وفقراء الشعب المصري.
عاش كفاح الشعب المصري……عاش كفاح عمال مصر
الاتحاد المصري للنقابات المستقلة
المناضل كمال أبوعيطة kamal abou eitta.mp4
https://www.youtube.com/watch?v=5-OG2U0tPIU&feature=player_embedded