عزازى على عزازى: سألت قيادياً فى «العسكرى» عن نتيجة الانتخابات الرئاسية فقال «من الآخر دى إرادة أمريكية» ؟
http://www.gulfup.com/?F9lqHSمرحلة ما بعد الثورة كانت بالنسبة للدكتور عزازى على عزازى بمثابة مرحلة مهمة تحول فيها من موقع المعارضة إلى قلب السلطة، بعد اختياره محافظا للشرقية -المحافظة الإخوانية التى منحت أصواتها لأحمد شفيق- فى حكومة عصام شرف، واستمر فى حكومة الجنزورى ليكون المحافظ الوحيد الذى وصل إلى منصبه من ميدان التحرير، حيث دخل فى اتصالات مباشرة مع الحكومة والمجلس العسكرى وكان شاهدا على تفاصيل ولقاءات تمت بين الإخوان والعسكرى، راصدا لتطور العلاقات بين الطرفين من الود والتفاهم حتى إقالة المشير والفريق مرورا بمشاهد أخرى قبل انتخابات البرلمان والرئاسة وبعدها.. تلك المراحل المختلفة التى واجه خلالها حربا شديدة من الإخوان، ورفض الخضوع لضغوطهم وقدم استقالته رافضا الخضوع للإملاءات ومؤكدا على استقلاليته.
عزازى يتحدث لـ «الوطن»
وإلى تفاصيل الحوار..
? كيف رأيت العلاقة بين الإخوان والمجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية، هل كانت صراعاً أم صفقة؟
- العلاقة على السطح كانت تبدو فيها شد وجذب، العسكرى كان حريصاً على أن يبدو أنه يعبّر عن كل المصريين وأنه يحمل أمانة مصر فى هذه المرحلة الانتقالية، لكن خلف الكواليس كانت القرارات تصنع والاجتماعات تتم وكانت القرارات تصدر.
? تصدر لصالح الإخوان؟
- نعم لصالح الإخوان.
? هل كانت المصالح تبادلية بين العسكرى والإخوان؟
- العسكرى حديث العهد بالسياسة ومعلوماته عن السياسة محدودة جداً، وورث طريقة عمل من حسنى مبارك مفادها أن النخبة السياسية يمكن السيطرة عليها بمجموعة من الامتيازات والمواقع والمناصب، وهذا شجعه عليه بعض الأفراد من النخبة، حينما كان يطلبهم لحضور اجتماعات كانوا يلبون النداء فوراً، والدليل على هذا مثلاً لقاء النائب عمر سليمان أثناء أحداث الثورة ونفس الموقف تكرر مع الفريق أحمد شفيق، وهذا كان جزءًا من تراث النخبة، فالعسكرى استسهل الأمر بأن النخبة ستستجيب لإشارة من يده، ولكن هذه النخبة لا تمثل شيئاً من الواقع الشعبى.
? تقصد التأثير فى الشارع؟
- فعلاً، ومن هنا بدأ الاتجاه نحو جماعة الإخوان، خاصة أنهم الطرف الوحيد الذى يستطيع عقد الصفقات والاتفاقات معه وتأتى القوانين والقرارات لصالحه، وهذا أيضاًً من مواريث تركة نظام مبارك، لأن الإخوان طول عمرهم مش بس من أيام مبارك لكن من أيام الملك فؤاد حتى عهد المجلس العسكرى، لا تظهر الجماعة على سطح السياسة وتحقيق مكاسب إلا من خلال صفقات وهذا لا ينتقص من كونهم جماعة كبيرة ذات تنظيم واسع.
? تقصد أن عنوان العلاقة كان «صفقة»؟
- نعم.
? هل العسكرى كان يسعى من وراء تلك الصفقة للخروج الآمن؟
- أعتقد أن تلك الصفقة كانت اضطرارية من جانب العسكرى وكان يتحرك داخل خيار الصفر وكان يشيع شائعتين يبرر من خلالهما وجوده؛ بأن الشعب يحبه - وهذا لم يكن صحيحاً - وأن الوضع الدولى طرف أساسى فى مسألة التغيير، وأن ما قيل عن أن دعم العسكرى مرتبط بالتغيير كان صحيحاً وكانوا يتصرفون على أساسه، فالضغط الأمريكى كان عاملاً رئيسياً فى السيناريو الذى وصلنا إليه.
? تقصد أن الضغط الأمريكى كان داعماً لوصول الإخوان للحكم؟
- أنا حينما سألت أكبر وأهم أعضاء المجلس العسكرى عن نتيجة الانتخابات الرئاسية، وأنا شخصياً لم أكن أدعم لا شفيق أو مرسى، فأجابنى فى البداية بإجابات «الشعب عايز كده» والصناديق هى التى حكمت، فقلت له هذا الكلام غير صحيح لأن المرشحين لا يعبران عن الإرادة الشعبية، وأنا أعلنت أنه حدثت خروقات وتزوير فاضح لم يتم التحقيق فيه، مثل موضوع المطابع الأميرية وكنت أول من أثار تلك القضية، وكان ذلك الساعة 9?45 صبيحة الأحد، لما اكتشفنا حجم الكشوف الانتخابية والبطاقات اللى مدون عليها علامة تصويت لصالح الدكتور مرسى، وكنت أملك الآلاف من تلك البطاقات، فهناك كشف فى لجنة واحدة هناك 100 اسم مدون عليها «مرسى».
? فى أى لجنة تم اكتشاف الأمر؟
- هناك 6 لجان فى الشرقية، ضبطنا فيها بطاقات مسوّدة لصالح مرسى وتوجهت بالسؤال لقائد قوات الشرطة المسئولة عن تأمين اللجان فى الشرقية ورئيس المحكمة الابتدائية ورئيس اللجنة القضائية، وكلهم قالوا إنها قادمة هكذا من المنبع.
? لكن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قالت إن تلك البطاقات لم تكن مؤثرة؟
- هناك بيانات بالأعداد الكاملة للبطاقات المسودة وأوراق للقضية تم تجاهلها تماماً، ونحن اعتقدنا أن تأخر النتيجة كان بسبب النظر فى الطعون لكن من الواضح أنه لم يكن هناك نظر فى أى طعون.
? وماذا كان رد العضو المهم بالمجلس العسكرى عن نتيجة الانتخابات؟
? قلت له إذا كان فى أمريكا بلد الحريات والديمقراطية، شاهدنا تزويراً على الهواء بين «بوش» و«آل جور» فى ولاية فلوريدا، فالتزوير يتم لصالح بوش لاعتبارات تتم وفقاً لخطة أمريكا، هى تريد وقتها أن يسيطر اليمين الأمريكى من أجل سيطرة أمريكا على العالم، وكان رد المصدر المهم المطلع على القرارات قال بالنص «من الآخر دى إرادة أمريكية».
? قال دى إرادة أمريكية؟
- قال كده، وسألته لماذا لم تعلنوا ذلك وكنا وقتها «جيشنا الجيوش» لندافع عنكم وعن الإرادة المصرية، قال «آهو ده اللى حصل»، وهذا يعنى أنه كان هناك استسلام لهذا السيناريو، برغم أنى سمعت أن كل أعضاء العسكرى كانوا يؤيدون الفريق شفيق.
? كل أعضاء العسكرى كانوا يؤيدون شفيق؟
- قطاع كبير منهم، فهناك أشخاص أصحاب قرار مثل طنطاوى وعنان، وهناك مجموعة صامتة لا يصوتون لصالح شخص معين ولكنهم يوافقون فى النهاية على قرار الهرم التنظيمى للمجلس العسكرى، وهناك مجموعة معارضة ولها وجهات نظر.
? من كان معارضاً للتوجهات داخل المجلس العسكرى؟
- أكتر ناس كانوا مختلفين مع المشير وعنان، الفريق السيسى واللواء العصار وهما اللذان تقلدا المناصب القيادية الآن.
? كانا مختلفيْن مع المشير وعنان؟
- كانوا بيختلفوا فى أمور لا علاقة لها بالإخوان، كان الاختلاف على بعض القرارات والاتجاهات والبطء فى الوصول لحلول.
? هل تتذكر موقفاً بعينه حدث خلاف بينهم؟
- مش بشكل قطعى خاصة أن الأحداث كانت متداخلة، لكن الخلاف كان حول طريقة التعامل مع أحداث محمد محمود وأيضاً أحداث مجلس الوزراء واختيار رئيس الوزراء بعد عصام شرف، وأيضاًً خلاف حول الدستور أولاً أم الانتخابات، وأسفر الضغط الإخوانى عن إتمام الانتخابات أولاً.
? تقصد أن السيسى والعصار كانا غير موافقين على فكرة الانتخابات أولاً؟
- نعم
? هل قالا لك ذلك؟
- لا.. عرفت ذلك من خلال المعلومات، لكن مثلاً أنا عرفت أن الفريق السيسى كان المسئول الأول عن تأمين مصر لكونه مديراً للمخابرات الحربية فكان دائم الاتصال بمواقع الأزمات، وكان يتصل بى للاطمنئان على الأزمات التى تحدث فى محافظة الشرقية وكان يتابع الأزمة بتفاصيلها ويرسل مندوبين من جهاز المخابرات الحربية.
? هل حدث ذلك كثيراً؟
- طبعاً.. خاصة فى أثناء الانتخابات وفيما يتعلق بعملية التأمين وأيضاًً أزمة الفتنة الطائفية بميت بشار وحدث تواصل مع السيسى وقتها، خاصة أن الإعلام ضخّم من الأزمة.
? هل السيسى وقتها كان صاحب قرار أم كان يعود للمشير؟
- كان يعود للمشير ولكن العلاقة بينه وبين طنطاوى كانت تسمح له بأن يكون صاحب قرار.
? وهل تحدثت مع السيسى فى أمور سياسية بعيداً عن المحليات؟
- فى أكثر من مرة، وطلبوا منى أن أكون مستشاراً سياسياً للمشير ليستمع لآرائى فى ملفات الرئاسة والأزمات كمحمد محمود ومجلس الوزراء، وتحدثت مع اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية وقتها لإقناعه بالتفاوض مع الشباب، ووقتها علمت أن اللواء العيسوى لم يكن يعلم بأن هناك إطلاق نار من الضباط على المتظاهرين وكانت معلوماته بأن الشباب هم الذين يلقون الحجارة على الشرطة.
? هل المشير هو الذى طلب منك أن تكون مستشاراً له؟
- لا، ليس هو.
? كان مين؟
- قيادى داخل المجلس العسكرى لا داعى لذكر اسمه.
? ورفضت أن تكون مستشاراً؟
- لا لم أرفض، ولكن أنا بالأساس أقدم تشاورات ونصائح ولهم أن يعملوا بها أو لا، فكنت أقدم نصائح لصالح مصر.
? هل كانوا يسمعون لنصائحك؟
- استجابوا لبعضها وضربوا بأخرى عرض الحائط.
? ما أبرز النصائح التى قدمتها وتجاهلوها؟
- مثلاً فى أحداث ماسبيرو ومسرح البالون والسفارة الإسرائيلية، وكنت أنصح بعلاج للأزمة لكن الاستجابة كانت محدودة، فالقرار كان يصدر من مجموعة «المشير» وكان هناك عنصران مهمان داخل المجلس لتأييد قرارات المشير هما إسماعيل عتمان وممدوح شاهين ممن كانوا بمثابة «الترزية».
السيسى والعصار كانا مختلفين مع المشير وعنان.. وعتمان وشاهين كانا «ترزية» لـ«طنطاوى»
? هل رصدت وجود عناصر داخل العسكرى تميل للإخوان؟
- لم يبدُ من أى شخص فيهم أى تعبيرات تدل على التعاطف مع الإخوان، بل بالعكس كانوا يروجون أنهم ضد الإخوان.
? هل هناك موقف يدل على ذلك؟
- مثلا الأداء فى مجلس الشعب، العسكرى كان «مستاء» جداً من طريقة التعامل مع حكومة الجنزورى، وكان الإخوان هم الفصيل الفائز لأنهم قاطعوا جلسات حكومة الجنزورى ورفضوا حضور الحكومة وكان مضمون الأزمة يصب فى صالح الحرية والعدالة.
? هل ترشح منصور حسن كان بالتوافق بين الجماعة والعسكرى؟
- الأمر تم بينه وبين العسكرى فى البداية، ولكن هناك جزءاً خفياً بين الجماعة والعسكرى فيما يتعلق بترشيح منصور حسن وأنا جلست مع منصور بعد 3 أيام من ترشحه.
وكان وقتها بدأ الكلام يردد بأن اللواء سامح سيف اليزل سيكون نائباً له حال فوزه بالرئاسة وقلت له «سيكون له تأثير سيئ، فالجميع يكره حكم العسكر، ولابد أن يكون لك نائبان يعبران عن القوى السياسية»، فطالبنى بالاجتماع معه، وقلت له بأنك الشخص الأمثل للتوافق ولكن بوجود نواب يعبرون عن القوى السياسية فطالبنى بأن يكون حمدين صباحى نائباً له فوصلنا لاقتراح بأن يكون «صباحى وأبوالفتوح» نائبين، ليكون مثلثاً مكتمل الأضلاع ما بين الناصرى والإسلامى والليبرالى.
? لكن كان تدعيم الإخوان لمنصور حسن صعباً فى ظل وجود أبوالفتوح نائباً له؟
- وقتها الإخوان لم تكن قوة حقيقية بل كانت قوة محتملة.
? هل أعلن منصور حسن الترشح بعد الاتفاق مع العسكرى؟
- أعتقد، ولكن لم يصرح بذلك.
? وهل اتفق مع الإخوان؟
- منصور حسن «كرامته فى مناخيره» والذى أعرفه أنه كانت هناك موافقة ضمنية من المجلس العسكرى ولكنها لم تتم عبر حوار، وهو لم يكن ينتظر أى دعم بل كان زاهداً فى المنصب والدليل أنه سرعان ما انسحب.
? وما سر ترشيح سامح سيف اليزل نائباً له؟
- لا أعرف، وهو يُسأل فى ذلك، ولكنه سرعان ما استجاب لمطلب عدم ترشيحه ورحب فوراً بالتخلى عنه.
? هل تلقى وعوداً بالدعم من الإخوان خاصة أنه قيل وقتها إن عصام العريان وعد بدعمه؟
- الإخوان يعتبرون تصريحاتهم فى كثير من الأحيان وعوداً، فأداؤهم براجماتى ومقدماته تؤدى لنتائج يحسبونها جيداً، وعندهم تنظيم يسمح لهم بتحقيق أهدافهم، والأهم أن منصور حسن تخلى عن سيف اليزل، والإخوان كانوا يسأَلون عن رأيهم فى الوزراء والمحافظين.
? كانوا بيُسأَلوا؟
- نعم وأنا فى أول اجتماع للمحافظين والوزراء التقيت بالدكتور على السلمى الذى قال لى نصاً «الإخوان بيكرهوك ليه؟» فقلت «أنا بحبهم»، فقال إنه حدث استطلاعات للرأى قبل أن أتولى منصب محافظ الشرقية، والإخوان هم الذين طرحوا فى شخصيتى سلبيات كثيرة، بالرغم من أنى كنت على علاقة جيدة بالجماعة بدءاً من ميدان التحرير وصولاً لقافلة دعم غزة فى 2010.
? هل كان هذا هو التدخل الوحيد؟
- ليس هذا فقط، بل إن هناك وزراء ومحافظين فى الفترة ما بين التكليف وحلف اليمين «مشيوا».
? هل واجهت أزمات أثناء ولايتك للشرقية؟
- نعم، أثناء التعامل مع قضية الاستيلاء على حق الدولة فى مدينة الزقازيق، خاصة فيما يتعلق بالأزمة التى فصلت فيها المحكمة بفسخ التعاقد، وأثناء ذهابى لتنفيذ أمر المحكمة فوجئت باتصال هاتفى من أحد أكبر أعضاء المجلس العسكرى يطالبنى بالتروى، فقلت له «ده حق الدولة»، وصاحب هذا المشروع المعتدى على أملاك الدولة هاتفنى من مكتب أحد أعضاء المجلس العسكرى، ثم حدثتنى تلك الرتبة.
? كان قيادياً كبيراً بالمجلس العسكرى؟
- نعم، لواء كبير، وأعتقد وقتها أن الرسالة وصلت أن المعتدى على أملاك الدولة يحدثنى من مكتب قائد يحكم الدولة.
? وهل بعد ذلك الاتصال، أكملت هدم المشروع؟
- نعم، أكملت الهدم وجاءت المحكمة لأرض المشروع وعاينت المخالفات ورصدتها، ولكن الحكم جاء صادماً بانتداب خبير لرصد الوضع خلال 8 شهور، فالموضوع واضح للعيان وأن مساحة التعديات كبيرة وهناك بنود بالعقد تمت مخالفتها.
? وهل شعرت وقتها بحدوث اتصالات؟
- الله أعلم، لكن الحكم جاء بطريقة مدهشة.
? وماذا عن علاقتك بالفريق السيسى؟
- كانت علاقتنا اتصالات هاتفية ولكننا لم نلتقِ يوماً، وأذكر أنه بعد نجاحى فى إنهاء أزمة فتنة «ميت بشار»، أرسل لى «ديك رومى و4 أجواز حمام» من عند أقربائه بالشرقية وهذا يعنى «التحية» وأنا قبلتها بكل الحب.
«السيسى» أرسل لى «ديك رومى و4 أجواز حمام» بعد نجاحى فى إنهاء أزمة «ميت بشار»
? هل لك مواقف معينة مع العسكرى أثناء وجودك بالشرقية؟
- بعد مجزرة بورسعيد، شاركت القوى السياسية الاعتصام الذى كان موجوداً أسفل ديوان محافظة الشرقية وقلت فى تصريح إعلامى إن المجلس العسكرى مسئول عن تلك المجزرة، وبعدها مباشرة اتصل بى أحد قادة المجلس العسكرى المهتم بالشأن الإعلامى وسألنى عن تلك التصريحات وقال إنهم قاموا بنفيها باسمى.
? من تلك القيادة.. هل كان إسماعيل عتمان؟
- مش هقول اسمه بس هو الشخص المهتم بالأمر الإعلامى داخل المجلس.
? هل هناك وقائع أخرى؟
- أثناء سقوط شهداء مصر على الحدود فى أغسطس 2011، كان هناك عتاب لى من أحد الوزراء المهمين وأحد أعضاء العسكرى على تصرفاتى أثناء تلك الفترة.
? من هما الشخصان؟
- أمتنع عن ذكرهما نظراً لأنى أمتلك علاقة جيدة مع ذلك الوزير تحديداً.. أيضاًً أريد أن أذكر أنى تعرضت لإلحاح شديد ويومى من أعضاء العسكرى لقبول منصب محافظ بورسعيد عقب أحداث المجزرة ولكن الشارع البورسعيدى وقتها كان يريد عودة اللواء أحمد عبدالله.
? وماذا عن علاقة الإخوان معك خاصة أن هناك نواباً للحرية والعدالة من محافظة الشرقية طالبوا بإقالتك؟
- هناك مذكرة قدمت للدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب وقتها والمستشار محمد عطية وزير التنمية المحلية موقّعة من 18 نائباً لإقالتى، ووقتها دار اتصال تليفونى مع المستشار عطية الذى قال لى «الناس زعلانة منك وعايزينك تقعد معاهم».
? لماذا كانت هناك خلافات بينك وبين الجماعة؟
- كانت هناك إنجازات كبيرة أحققها فى ذلك الوقت، وهم تعودوا أن أى إنجاز يحدث مع تعاظم قوة الإخوان فى المجتمع لا بد أن ينسب لهم، وأنا شخصياً كنت أساعدهم، ولكنى ذات مرة فى إحدى صلوات الجمعة قبل الانتخابات البرلمانية لاحظت أن الخطيب يميل ناحية حزب الحرية والعدالة فأصدرت قراراً فورياً بوقفه قبل أن أغادر المسجد.
? هل كانت تلك الخلافات بسبب أنك محسوب على حمدين صباحى؟
- طبعاً.. همّا عارفين كده كويس، ولكن المفارقة أن صباحى لم يدخل مكتبى وهو مرشح رئاسى بل مرسى هو الذى دخل مكتبى ورحبت به.
? ولماذا زار الرئيس مرسى ديوان محافظة الشرقية؟
- ربما أشار عليه بعض قيادات جماعة الإخوان بالزيارة، وحضر بصحبة قنوات ووسائل إعلام.
? هل حدث عتاب بينكما؟
- لم يحدث مطلقاً، وقلت كلمة ترحيب كابن من أبناء الشرقية، والكلام كان يفهم منه أنى أسانده فى الانتخابات.
? ماذا كان موقفك من الإخوان أثناء الانتخابات الرئاسية؟
- هاتفنى قيادى إخوانى اسمه إبراهيم النجار نقيب الصيادلة بالزقازيق وشقيق محافظ الشرقية الحالى للموافقة على تخصيص الصالة المغطاة لمؤتمر حزبى، وأنا وقتها قلت ده أكيد مؤتمر انتخابى، ولكن المجلس العسكرى رفض، والحكومة أيضاًًً، لوجود قرار حكومى بعدم تخصيص المرافق العامة فى الدعاية الانتخابية، ولكنى اتصلت بأحد أعضاء العسكرى وقلت له نصاً «أنا هعمل المؤتمر للدكتور مرسى وأستطيع تأمينه»، قال لى «انت حر»، والإخوان يعلمون أن المؤتمر تم بغير رغبة الحكومة وعلى مسئوليتى الشخصية، ورغم كل ذلك شن الإخوان حملة ضدى منذ توليت المحافظة وحتى رحيلى والآن يتم إقصاء كل القيادات التى عينتها.
? هل حدث موقف محدد مع الدكتور مرسى أثناء وجوده بالشرقية خلال فترة الانتخابات؟
- أثناء زيارته للشرقية سألنى عن رئيس مدينة كان متهماً بالفساد وكنت اتخذت ضده قراراً، وسألنى بحميمية شديدة، وهذا الشخص استغل الخلاف وذهب للإخوان.
? وبماذا رددت على مرسى؟
- لم أعقب حينما سألنى لماذا لم أدعُه للاجتماع، ولكنى قلت إن سكرتير المجلس المحلى للمدينة موجود.
? وهل عاد ذلك الشخص للشرقية بعد رحيلك؟
- لا، تم نقله لمحافظة أخرى.
? هل تدخل العسكرى لحل الخلاف بينك وبين الجماعة؟
- لا.
? هل قمت بالشكوى لهم من الإخوان؟
- هم كانوا يتابعون الأزمة، خاصة مع تقديم نواب الجماعة طلبات الإحاطة لإقالتى، وكان وقتها هناك شهود من السادة وكلاء الوزارة على صحة مواقفى داخل البرلمان للرد على تلك الادعاءات، خاصة أن الإخوان كانوا يتحدثون دون معلومات أو مستندات، حتى إنه فى بعض الأحيان كانوا يدّعون أنى أعين أقاربى فى المحافظة، وقال نواب الإخوان لوكلاء الوزارة داخل لجنة الحكم المحلى «إحنا عايزين المحافظ عشان نبهدله» ووقتها اتخذت قراراً بمنع دخول نواب الإخوان بالشرقية لديوان المحافظة.
? وبماذا رد العسكرى؟
- اتصل بى وقتها عضو بالمجلس العسكرى وقال «براحتك».
? هل فى ذلك الوقت كانوا متعاطفين مع الإخوان؟
- على الإطلاق.. ووقتها كنت أؤكد فى كل مناسبة أن صورة هيبة الدولة لا يمكن أن تهتز ولا يمكن أن تنحاز لأى طرف برغم أنى كنت يومياً أتعرض للسباب من الإخوان.
? هل أبلغك وقتها عضو العسكرى بموقف المشير من الواقعة؟
- قال لى إن المشير اندهش.. بمعنى «كيف يجرؤ على ذلك؟»، أو بمعنى أدق «ده مفترى على الإخوان».
? فى رؤيتك.. ده انبهار بالموقف ولاّ تعاطف مع الإخوان؟
- انبهار بالموقف، أعتقد.
? هل كان العسكرى دائماً يحارب الإخوان من خلال الجنزورى أو السلمى؟
- لا أعتقد، لكن العسكرى وفقاً لحكمه طوال الفترة الانتقالية كان تفكيره بطيئاً، ولا يعالج الأمر إلا بعد أن يتحول لحريق كبير ثم يلجأون بعدها لقوى سياسية لا تعرف أن تحل الأزمة لمحدودية شعبيتها، فيضطر فى النهاية للجوء إلى الإخوان.
? هل تعرضت لهجوم من الكتاتنى؟
- الكل هاجمنى، خاصة حينما قامت إحدى المدرسات بمهاجمة ثورة يناير ونفاق للإخوان فى أحد الامتحانات وقررنا وقتها عقاب تلك المدرسة، وبعدها انفجر النقد الإخوانى ضدى حتى إن بعضهم قال «لو كانت بتنافق فى المحافظ كانت بقت كويسة» وتعرضت للتجريح فى صحيفة حزبية يومية وصلت لدرجة «السب والقذف» وتنازلت عن القضية ضد تلك الجريدة وذلك الصحفى دون نشر أى توضيح أو اعتذار ولكن لاقتناعى بأنى لا يمكن أن أدين صحفياً.
? هل كان «العسكرى» يستشيرك فى بعض الترشيحات؟
- مش عايز أقول، لكنى قدمت ترشيحات لأعضاء فى المجلس الاستشارى فضلاً عن ترشيحات لوزراء الثقافة فى حكومة شرف.
? أنت عُينت محافظاً للشرقية فى حكومة شرف الثانية؟
- نعم.. لكنى كنت موجوداً من البداية من خلال دورى كمستشار «مجانى» فى مجلس الوزراء مع الدكتور على السلمى والدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق.
? من الذى رشحك محافظاً للشرقية؟
- الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق.
? ماذا تتذكر عن اجتماعاتك مع المجلس العسكرى؟
- المرة الأولى التى التقيت فيها المشير كانت أثناء حلف اليمين، وكان وقتها اللواء إسماعيل عتمان ملازماً للمشير كيده اليمنى.
? ولكنه استُبعد بعدها؟
- استُبعد وعاد فى انتخابات الرئاسة فى جولة الإعادة وأشرف على الانتخابات.
? فى أى محافظة؟
- مش فاكر، ولكن فى المقابلة الأولى مع المشير كان موجوداً اللواء طارق المهدى كمحافظ للوادى الجديد وكان عنده انضباط وحسم ونجاح بإدارة شئون الإعلام فى فترة ولايته بماسبيرو، وجرى حديث مازح بين عتمان والمهدى، بعدما قال له عتمان «طبعاً انت سمعت الناس كلها بتقول انى مشيتك من الإعلام، ودّيتك الوادى الجديد»
? هل هناك لقاءات أخرى؟
- لقاء قبيل احتفالات 6 أكتوبر 2011 بحضور الدكتور شرف واللواء محسن الفنجرى الذى قال «نريد احتفالاً غير طبيعى»، ثم قال بالنص «احنا اتقدم لينا فكرة من رجل أعمال اننا نجيب علم طوله 100 متر ونعلقه فى نادى الجزيرة واحنا ركبنا على الفكرة دى» وكرر كلمة «ركبنا» أكثر من 10 مرات، فأنا رديت بأنه لا يليق بالقوات المسلحة أنها تقول جملة «ركبنا» فضلاً عن أن الحرص على إقامة الاحتفالات فى مناطق مغلقة لا تليق بحرب أكتوبر.
? هل اعترض على كلامك وقتها؟
- لا.. ولكن الوزيرة فايزة أبوالنجا قالت «وما المانع فى الاحتفال بالتحرير؟»، ولكن اللواء الفنجرى قال «نريد تأمين مواقع الاحتفال، والتحرير دلوقتى احنا مش عارفين تبع مين».
? هل تحدثت مع أعضاء بالعسكرى عن فكرة انحيازهم للإخوان؟
- أنا عاصرت انتخابات 6 مرات وزارنى أعضاء بالعسكرى كثيراً.
? هل تحدثت معهم حول وضع البلاد أثناء الانتخابات؟
- نعم.. لم يكن لديهم فكرة عن أى شىء، يتحدثون كمواطنين عاديين كـ «أغلبية صامتة»، واندهشت أنهم أناس بلا عقلية أو أفق.
? هل توقعت حدوث ذلك المشهد الأخير فى العلاقة بين الجماعة والعسكرى؟
- قلت ذلك قبلها بأسابيع، وقلت أيضاًً إن الإخوان سيضعون الدستور تحت أقدامهم.
? هل استقلت بمجرد فوز مرسى؟
- نعم، بمجرد إعلان فوزه.
? وهل أكملت عملك بالمحافظة؟
- لا رحلت فوراً، وكان وقتها شيئاً جيداً من حكومة الجنزورى أنهم حرصوا على استمرارى لمدة 38 يوماً والاستقالة لم تقبل.
? لكنك لم تذهب للمكتب بالمحافظة؟
- قمت بتسيير أعمال المحافظة من منزلى.
? هل هاتفك الرئيس مرسى وقتها؟
- لا.. ولكن عن طريق الدكتور الجنزورى ومستشارى مرسى طالبنى بضرورة العودة.
? وهل حدثت اتصالات مع العسكرى؟
- نعم.
? ماذا قالوا لك؟
- لا تقلق، الوضع تحت السيطرة.
? من قال تلك العبارة؟
- عضو بالمجلس العسكرى ولكنى اكتشفت أن الأمر كان تحت سيطرة «فئة أخرى».
? قلت إنك كنت مستشاراً للعسكرى أثناء أحداث محمد محمود؟
- نعم وجاء ذلك لأنى كنت أعرف عدداً من الشباب الموجودين بالتحرير، وأدرت حوارات مع وزير الداخلية الذى خرج وقتها بتصريحات غريبة بأن الاشتباكات انتهت والأمر عادى.
? الدكتور عماد أبوغازى قال إن ميدان التحرير تم فضه بعيداً عن تعليمات الحكومة؟
- أنا لا أعتقد أن الداخلية كانت تعرف شيئاً عن فض الميدان.
? تقصد أن المجلس العسكرى كان هو الفاعل الأساسى؟
- هذه المنطقة من وسط البلد، تخضع للواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية واللواء حسن الروينى قائد المنطقة المركزية السابق.
? وقتها مَن الشخص الذى كنت معه على اتصال لحل أزمة محمد محمود؟
- الشخص الذى كنت أتحدث معه وأشعر أنه يعى قيمة الدولة وحريص على المتظاهرين وعلى أهداف الثورة هو الفريق السيسى.
? تحدثت معه فى تلك الأزمة؟
- قال إن هناك أوضاعاً لا يمكن السيطرة عليها بالقوة ولابد من حل تلك الأزمة بالحوار وطلب منى عقد جلسات حوار.
? وبماذا اتفقت معه ومع الثوار؟
- اتفقت على إجراء حوار مع شباب الثورة، والذين قالوا لى إنهم يطارَدون بالرصاص الحى وهو ما نفاه وزير الداخلية بعدم وجود أى خرطوش أو طلقات نارية، وهو ما رددت عليه للوزير «تحب تكلم الناس اللى بينضربوا تسمع صوت الرصاص؟».
? وماذا قلت للسيسى؟
- السيسى كان عنده فكرة «لا إراقة لدماء»، ولكنّ هناك أشخاصاً يعتقدون أنهم ضد الثورة ومع الدولة، فكانوا بيحاولوا يهِدّوا فى الثورة، مش قصدى موجودين فى المجلس العسكرى، وناس العكس.
? شايف إيه الفرق بين أداء الجنزورى وشرف بصفتك اشتغلت مع الاتنين؟
- الفرق فى الصلاحيات وفى الخبرة، لكن وزارة شرف أنجزت الكثير، يكفى أنها التى جهزت للانتخابات البرلمانية وصاحبة قرار تصويت المصريين فى الخارج وحجم تعاملها مع الأزمات كان كبيراً، خاصة مع وجود الدكتور حازم الببلاوى وزيراً للمالية وأنا مستغرب من رحيل الدكتور حسن يونس بصفته خبيراً للكهرباء وأيضاً مستغرب من رحيل المستشار محمد عطية.
? هل تعاملت مع الدكتور قنديل؟
- طبعاً.. ده أخى وصديقى.
? وعلاقتك كانت إيه؟
- لم يكن يتحدث كثيراً فى مجلس الوزراء والمحافظين، وكان مجتهداً وكفئاً، وزارنى مرة فى افتتاح أحد المشروعات بالشرقية.
? هل كان معروفاً عنه الالتزام الدينى؟
- أنا سألته السؤال ده، قلت له «انت سلفى ولاّ إخوانى» فضحك وقال «لا أنا إنسان ملتزم عادى خالص».
? هل تدخل قنديل للوساطة بينك وبين الإخوان؟
- نعم، وسألنى عن أسباب الخلاف ولكن كان سؤاله هو نقاش بسيط على جلسة «شاى».
? ما أبرز سلبيات المجلس العسكرى؟
- عدم القدرة على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب وعدم المعرفة بالخريطة السياسية، وافتقاد القدرة على التحليل.
? كيف رأيت الأيام الأخيرة قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية؟
- الإخوان نجحوا فى خلق استقطاب حاد داخل الساحة السياسية، ونجحوا فى إقناع الجيش بأنه لو لم يعلن فوز مرسى كل حاجة هتتهد، وكان هناك سيناريو يمرر إعلامياً بأن العسكرى يتحدث عن فزاعة الإخوان والإخوان أنفسهم كانوا بيمهدوا ده وبدأ فى الوقت ده ضبط كميات من الأسلحة، وأنا شخصياً لما أصدر العسكرى الإعلان الدستورى المكمل عرفت أن الإخوان وصلوا الحكم.
? وهل صدر الإعلان الدستورى لمواجهة الإخوان أم بالاتفاق معهم؟
- لا أعتقد أنه صدر باتفاق، وربما صدر لإسكات بعض الأصوات داخل المجلس التى رفضت وصول الإخوان للسطة بمعنى إشراك العسكرى فى الحكم.
? هل كنت ترى أن هناك أصواتاً مؤيدة ومعارضة لوصول الإخوان للحكم داخل المجلس العسكرى؟
- بالتأكيد، والحلقات الماضية فى سلسلة «الصندوق الأسود» أثبتت ذلك، وكان بالتأكيد هناك حوارات بين طنطاوى وعنان مع الإخوان وأنا أتحدث عن مؤسسة الجيش التى لا تسمح بوجود أجهزة عتيدة داخله.
? كيف رأيت أزمة مجلس الشعب بين الجنزورى والحرية والعدالة؟
- أعلى قدر من الضغط والابتزاز للحصول على مكاسب، والأمر الجيد أن الجنزورى لم يستجب وتمسك بموقفه، خاصة أنه كان زاهداً فى المنصب.
? هل توقعت فوز شفيق أم مرسى، أم إعادة الانتخابات؟
- لم أكن أتمنى نجاح أى منهما، وأنا كنت ضد شفيق وأوقفت موظفين فى الإدارة المحلية بالشرقية لتحزبهم فى الدعاية لصالح شفيق وكان الاتجاه العام للعسكرى وحكومة الجنزورى بأن الاتجاه العام لصالح شفيق دون أن يقال ذلك مباشرة.
? كيف شعرت بها؟
- حينما كنا نتحدث عن الانتخابات، كان هناك حديث عن التزوير واستخدام الرشاوى المقنعة والمساجد.
? هل كنت ترى أن العسكرى يريد شفيق؟
- نعم، وبعد كده لم يستطع أن يحقق ذلك.
? لماذا؟
- التفاعلات الدولية والضغوط الإخوانية على الأرض، بالإضافة إلى أن مرسى كان أكثر ذكاءً فى التعامل مع العسكرى أكثر من شفيق.
? كيف؟
- حصلت على معلومات من مصادر.
? هل تملك تفاصيل أكثر؟
- المعلومات اللى عندى أن شفيق استخدم لغة حادة وصارمة، ومرسى استخدم لغة مرنة وتعهد بالحفاظ على مدنية الدولة.
? هل تعتقد أن مرسى اتفق مع بعض أعضاء العسكرى للإطاحة بالفريق والمشير؟
- اللى أنا متأكد منه جداً أن الصف الثانى فى الجيش اللى همّا قادة الأفرع والأسلحة، كان عندهم عدم رضا على أداء المجلس، خاصة فيما يتعلق بالاغتيال المعنوى للقوات المسلحة وجعل الجندى يشعر بالعار فى كل مكان.
? هل الفريق السيسى كان صاحب قرار فى أحداث محمد محمود؟
- لا، كان صاحب رؤية، وكان دائماً يقولها، وقالها لى فى اتصالات وأكد أنها طرحت داخل العسكرى وكان وقتها يجرى اتصالات معى ويقوم بفتح مكبر الصوت ليسمع الجميع الرأى المدنى الذى يساعد على الحل.
? ماذا قلت له وتم تنفيذه؟
- كان هناك اقتراح ببعض الأسماء لتكون موجودة سواء فى الحكومة أو فى المجلس الاستشارى.
? هل رشحتها للفريق السيسى؟
- مش للسيسى، الفكرة أنه كان بيطلب استشارات من قوى مدنية بشأن حل الأزمة، والأمر تكرر مع أكثر من شخصية، فهم اعتقدوا أن قوة الجيش فى عتاده، مش فى وجوده المعنوى بالمجتمع.
? هل السبب فى تعجيل استقالتك هى واقعة اتصال الحرس الجمهورى بك لتوفير مكان لحراسة منزل مرسى؟
- الاستقالة جاءت بعد أن أجريت اتصالاً ببرنامج «مصر تقرر» وقلت إنى أنجزت مهمتى، وقلت قبل جولة الإعادة الرئاسية إنى سأرحل عقب إعلان اسم الرئيس الجديد، وبعد تقديم الاستقالة عُرض علىّ أن أكون محافظاً لكفر الشيخ.
? هل عُرض عليك ذلك من الإخوان؟
- العرض جاء من محافظ صديق مشترك، بناء على طلب من اللواء أحمد زكى عابدين المحافظ السابق لكفر الشيخ.
? ورفضت؟
- نعم، رفضت لأنى سألته هل عندك ضمانات إنى ما أروحش كفر الشيخ والإخوان يطلعونى بفضيحة.
? كيف رأيت سرقة سيارة الحرس الجمهورى بالشرقية؟
- دعنى أقول إننى قمت بحل مشاكل كثيرة فى الشرقية بعد رحيلى، منها أزمة المياه، وفتنة دهشور، حيث ذهبت للقاء الأنبا باخوميوس بوجود الوزير على عبدالرحمن محافظ الجيزة.
? حينما أطاح مرسى بالمشير والفريق، ما هو أول شىء خطر ببالك؟
- توقعى كان صحيحاً.
? ده انقلاب ولاّ اتفاق؟
- انقلاب خشن مش ناعم.
ما حدث مع المشير انقلاب خشن.. وأعضاء بـ«العسكرى» كانوا يفكرون فى سيناريو 54 وتم إجهاضه
? هل ترى أن الإخوان انتقموا من سيناريو 54؟
- خلينى أقول لك إن أعضاء بالعسكرى نفسهم كانوا بيفكروا فى سيناريو 54 وتم إجهاضه.
? كانوا بيفكروا؟
- نظرية التراكب الوظيفى فى الجيش نظرية أصيلة، فالتمرد على القيادة ده شىء غير موجود.
? هل الصف الثانى من الجيش اللى كان بيفكر فى ده؟
- لا جزء من الصف الأول كان بيفكر فى الانقلاب ولكن مش ضد الإخوان.
? ضد مين؟
- المجلس العسكرى نفسه، لأنه مجلس قاعد سنة ونصف من غير دستور ولا انتخابات ولا أى تطور ملموس فى أهداف الثورة.
? متى شعرت بإمكانية وجود انقلاب؟
- حينما زادت الأحداث الطائفية فى إمبابة و«صول» والبدرشين، وكان حسم الأمور ضعيفاً والبلاد فى منحنى خطير وأن الدولة تنهار.
? هل كنت تمتلك معلومة بأن قيادات الصفين الثانى والأول كانوا يخططون للانقلاب؟
- لا.. ولكنه كان تحليلاً ممزوجاً بالآراء الرافضة من الصف الثانى للمجلس العسكرى.
http://www.elwatannews.com/news/details/61085